
استيقظت صباحا، وقمت بتصوير المنظر خارج نافذتي في في مدينة «بورصة» التركية، أرفقت عبارة صباح الخير بالعربي والإنكليزي والتركي، ووضعت اسم حسابي كتوقيع على الصورة، لكن هنا كانت الصدمة حين وجدت حسابين باسمي، الفرق الوحيد أن الحساب الثاني يبدأ بالشرطة المنخفضة.
نشرت الصورة ثم دخلت على الحساب المطابق لحسابي، وإذا هو بنفس الاسم، بنفس صورة العرض، وبثلاث صور منشورة في الحساب، اثنان منهم لي، واتضحت اللعبة.
لعبة الشهرة التي تلعبها بعض الحسابات وبعض الشركات، وبالطبع تختلف قوانين اللعبة من الشركة إلى الحساب، ففي الحسابات التي تدعي أنها تزيد متابعيك، تشرط عليك متابعة عشرة حسابات تمت متابعتهم من الحساب نفسه، ثم ترسل لهم رسالة خاصة فيقوم صاحب الحساب بعد التأكد من متابعتك لتلك الحسابات بالإعلان عن حسابك والطلب من المتابعين لمتابعتك، وهلم جرا، وقد تصيب وقد تخيب، قد تأتيك متابعات، وقد تبقى كما أنت.
لكن الشركات، التي يختلف مقرها بأكثر من دولة، فقد صارت تقدم عروضا لزيادة المتابعين بملغ لا يتعدى الدينارين، لكن هذا المبلغ الزهيد يساوي بعملتهم 104 أو 495، وهو مبلغ لا يستهان به، وذلك مقابل ألفين متابع، وبشرط أن المتابعات حقيقية، أو ما يوهمون العميل به، فحين يرى الزيادات والمتابعات من أطباء وأساتذة وأناس لهم ثقل في المجتمع، سيفرح ويطلب المزيد، في حين أن هذه الحسابات ما هي إلا نسخة من الحسابات الحقيقية، مثل النسخة التي وجدتها من حسابي، وبالمناسبة هي ليست المرة الأولى.
في الحقيقة، قد يظن الكثير أن عملية الشراء لا يمكن اكتشافها من الآخرين، أو أنها طريق سهل للشهرة، وربما لتوثيق الحساب، فقط هي لعبة للشهرة، لكن فعليا هي لعبة تدميرية للسمعة، فالمتابعين أذكياء جدا، وصارت اللعبة مكشوفة أمامهم. وبالنسبة لي، وقد التقيت بالكثير من الأشخاص ممن اشتروا متابعين، إما أن تكون قفزت حساباتهم بعدد المتابعين بين ليلة وضحاها وبصورة جلية، أو أصبحوا يتباهون بعدد المتابعين إن لم يلاحظ الآخرين الزيادة المفرطة التي حصلت، بغض النظر عن دوره سواء كان كاتب، فنان، جريدة إلكترونية، محل، أو حتى أشخاص عاديين، يقفون ويتباهون بعدد المتابعين، والمصيبة عدد الإعجابات تفضحهم، والحسابات موجودة لمن يملك الوقت بالاطلاع عليهم، وسيعرف الحقيقة، والأهم من ذلك كله، أصبحوا بعداد الغشاشين، فلا أمان لهم، ولا أمان منهم.
ملاحظة:
طبيعتك جميلة، فلا تتخلى عنها من أجل إعجاب زائف.