ولا عزاء للنساء

جانب من الاعتصام النسوي
جانب من الاعتصام النسوي

أكد‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الكويتي‭ ‬والقوى‭ ‬الوطنية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتقدمية‭ ‬على‭ ‬ضروة‭ ‬تحمل‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬سواء‭ ‬التشريعية‭ ‬أو‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمسؤولياتهما‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬العنف‭ ‬الموجهة‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬وتكرارها‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬تدخلا‭ ‬للحد‭ ‬منها‭ ‬ومنع‭ ‬انتشارها‭.‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬بعد‭ ‬حادثة‭ ‬القتل‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬إحدى‭ ‬الضحايا‭ ‬مؤخرا‭ ‬وانتشار‭ ‬أخبار‭ ‬العنف‭ ‬بصورة‭ ‬شبه‭ ‬يومية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الاعتصام‭ ‬السلمي‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الإرادة‭ ‬‮٢٢‬‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬من‭ ‬التالية؟‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أظهر‭ ‬الحراك‭ ‬النسوي‭ ‬الجديد‭ ‬لرفض‭ ‬مسلسل‭ ‬العنف‭ ‬ضدهن،‭ ‬والمطالبة‭ ‬بتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬الإجراءات‭ ‬وعدم‭ ‬التراخي‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭.‬

ورأي‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وقواه‭ ‬السياسية‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تتعداه‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬إدارية‭ ‬وثقافية‭ ‬وسياسية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموروث‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬وجود‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬النساء‭ ‬والضحايا‭ ‬فالمسألة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬عملا‭ ‬فرديا‭.‬

حنين الغبرا: تغيير جذري عميق

حنين الغبرا
حنين الغبرا

أكدت‭ ‬د‭. ‬حنين‭ ‬الغبرا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ليس‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬فردية،‭ ‬بل‭ ‬أنماط‭ ‬قتل‭ ‬منظمة‭ ‬موجهة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬قد‭ ‬يصدف‭ ‬أن‭ ‬تضم‭ ‬أمهاتنا‭ ‬وأخواتنا‭ ‬وأحبائنا،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتحد‭ ‬جميعا‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الهوية،‭ ‬وإلا‭ ‬سنستمر‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬أخبار‭ ‬قتل‭ ‬أخرى‭.‬

وأضافت‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬عميق‭ ‬وإعادة‭ ‬تقييم‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬نفكر‭ ‬بها،‭ ‬فالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تنظر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬املك‭ ‬خاصب‭ ‬وأقل‭ ‬شأنا‭ ‬ومكانة‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حصول‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬تجاهها‭ ‬ويحصل‭ ‬مرتكبي‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬مخففة‭ ‬أو‭ ‬تسامح‭ ‬اجتماعي‭.‬

وقالت‭: ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬هذه‭ ‬جريمة‭ ‬كراهية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬يعرف‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬بأنه‭ ‬االقتل‭ ‬العمد‭ ‬للنساء‭ ‬أو‭ ‬الفتيات‭ ‬لأنهن‭ ‬إناثب،‭ ‬وأن‭ ‬جذور‭ ‬المشكلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الأبوي‭ ‬العميق‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬أدوات‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأنظمة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬أو‭ ‬الإعلام‭ ‬أو‭ ‬التعليم،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬التفسير‭ ‬الديني‭.‬

شيخة البهاويد: إهمال من السلطتين

شيخة البهاويد
شيخة البهاويد

ومن‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬الناشطة‭ ‬شيخة‭ ‬البهاويد‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬النساء‭ ‬سببها‭ ‬ثقافة‭ ‬مجتمعية‭ ‬عنفية‭ ‬ومخضعة‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إهمال‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬وعدم‭ ‬الالتفات‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬والتشريعات‭ ‬والعقوبات‭ ‬وتنفيذها‭.‬

وترى‭ ‬البهاويد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬صعود‭ ‬الموجة‭ ‬النسوية‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬منها‭ ‬التغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬٢٠١١‭ ‬وارتفاع‭ ‬صوت‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والتغييرات‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬ذلك،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحركات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بمناهضة‭ ‬التحرش‭. ‬وأشارت‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬الحراك‭ ‬النسوي‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬صعود‭ ‬االنسويةب‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أثرا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬الشابات‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬كويتيات‭ ‬وغير‭ ‬كويتيات‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬موجة‭ ‬أكثر‭ ‬فهما‭ ‬وعمقا‭ ‬وتقاطعية‭ ‬في‭ ‬القضايا،‭ ‬وما‭ ‬سلسلة‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلا‭ ‬دبوس‭ ‬فجر‭ ‬فقاعة‭ ‬الغضب‭ ‬لدى‭ ‬النساء‭ ‬اللاتي‭ ‬تحركن‭ ‬مؤخرا‭ ‬للحديث‭ ‬والمطالبة‭ ‬بحقوقهن‭.‬

شيخة الهاشم: تجاهل وصمت

شيخة الهاشم
شيخة الهاشم

أما‭ ‬الناشطة‭ ‬شيخة‭ ‬الهاشم‭ ‬فقالت‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬جرائم‭ ‬بشعة‭ ‬كانت‭ ‬ضحاياها‭ ‬نساء،‭ ‬كما‭ ‬تزايدت‭ ‬أعداد‭ ‬المعنفات‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬مع‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد-19‭ ‬ما‭ ‬استدعى‭ ‬تدخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وأفراد‭ ‬لاحتواء‭ ‬الناجيات‭ ‬من‭ ‬العنف‭. ‬مضيفة‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬وتفاقم‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬وتداول‭ ‬الأخبار‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الصمت‭ ‬المطبق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والإعلام‭ ‬العام‭ ‬يثير‭ ‬القلق‭.‬

وذكرت‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الحالي‭ ‬وغياب‭ ‬المرأة‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬فإن‭ ‬البنود‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬المرأة‭ ‬لم‭ ‬تدرج‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬أولوية،‭ ‬مثل‭ ‬تسريع‭ ‬إجراءات‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬اللائحة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للقانون‭ ‬الخاص‭ ‬بشأن‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬النساء‭ ‬تحديدا‭ ‬تواجه‭ ‬بالصمت‭ ‬وتجاهل‭ ‬بشاعة‭ ‬الفعل،‭ ‬وهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الكويت‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬عالمية،‭ ‬فالعنف‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬وضع‭ ‬الجنس‭ ‬الأنثوي‭ ‬كفئة‭ ‬قابلة‭ ‬للاستغناء‭ ‬عنها،‭ ‬وذلك‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬الأنظمة‭ ‬الأبوية‭ ‬المتأصلة‭ ‬في‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭-‬السياسي،‭ ‬والاجتماعي‭-‬الاقتصادي‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬لغة‭ ‬القانون‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬عززت‭ ‬الامتيازات‭ ‬الذكورية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬السلطة‭ ‬المصيرية‭ ‬بيد‭ ‬الرجل‭ ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬يقرر‭ ‬حياة‭ ‬المرأة‭ ‬ومدى‭ ‬أهميتها‭ ‬والعقوبة‭ ‬المترتبة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬مصرع‭ ‬المرأة‭ ‬والأعذار‭ ‬المقبولة‭ ‬لتخفيف‭ ‬العقوبة‭.‬

وأكدت‭ ‬الهاشم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يستدعي‭ ‬تتبع‭ ‬جذور‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية‭ ‬الهيكلية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬هيكلي‭ ‬وليس‭ ‬تجميلي،‭ ‬ومشروع‭ ‬موازي‭ ‬ثقافي‭ – ‬اجتماعي‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬المعتقدات‭ ‬والمفاهيم‭ ‬المتراكمة‭ ‬الخاطئة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬التمييز‭ ‬القائم‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬المشاريع‭ ‬المذكورة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتبعه‭ ‬تحليل‭ ‬منهجي‭ ‬تقاطعي‭ ‬يشمل‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬بهدف‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ظواهر‭ ‬العنف‭ ‬والعنصرية‭ ‬والتمييز‭ ‬بشكل‭ ‬متكامل‭.‬

الحركة‭ ‬التقدمية‭: ‬حماية‭ ‬المرأة

الحركة التقدمية الكويتية
الحركة التقدمية الكويتية

قالت‭ ‬الحركة‭ ‬التقدمية‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬تكاثرت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬جرائم‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬النساء،‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الأسري‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تستنهض‭ ‬الدولة‭ ‬أجهزتها‭ ‬ما‭ ‬شجع‭ ‬على‭ ‬تكرارها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬تشريعا‭ ‬فعالا،‭ ‬أما‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬فإنه‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ولم‭ ‬يناقشها‭ ‬ضمن‭ ‬أبعادها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والقانونية‭ ‬والتربوية،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬قتل‭ ‬النساء‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬ترسبات‭ ‬اجتماعية‭ ‬خطيرة،‭ ‬وعن‭ ‬تسيب‭ ‬أمني‭ ‬صارخ‭ ‬وقصور‭ ‬قانوني‭ ‬فاضح،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬ترى‭ ‬نفسها‭ ‬غير‭ ‬معنية‭ ‬بحياة‭ ‬الناس‭ ‬وأمنهم،‭ ‬وتحديداً‭ ‬بحياة‭ ‬النساء‭ ‬وأمنهن‭. ‬

وأكدت‭ ‬التقدمية‭ ‬بأن‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬فوري‭ ‬رادع‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬داهما،‭ ‬ويعيدنا‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحنا‭ ‬نطالب‭ ‬بحماية‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬القتل‭ ‬والاضطهاد‭ ‬والعنف،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬المطالبة‭ ‬بتمكينها‭ ‬ومساواتها‭ ‬بالرجل‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬فالمرأة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬لاتزال‭ ‬تواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬اليومية،‭ ‬تحديات‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬عبر‭ ‬القوانين،‭ ‬وتحديات‭ ‬مجتمعية‭ ‬عبر‭ ‬الثقافة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬السائدة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تهميش‭ ‬فئة‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬احترام‭ ‬حقوقها‭ ‬ولا‭ ‬تمثيلها‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬الكويتيات‭ ‬البدون،‭ ‬والعمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬وعاملات‭ ‬المنازل‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭. ‬

المنبر‭ ‬الديمقراطي‭: ‬تحمل‭ ‬المسؤليات

المنبر الديمقراطي الكويتي
المنبر الديمقراطي الكويتي

أكد‭ ‬المنبر‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكويتي‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬تأتي‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬جرائم‭ ‬أخرى‭ ‬تشهدها‭ ‬البلاد‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نشهد‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬فعال‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مؤسسات‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية‭ ‬لوقف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭. ‬ونوه‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التراخي‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بـ‭ (‬العنف‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي‭).‬

وطالب‭ ‬المنبر‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكويتي‭ ‬الحكومة‭ ‬القيام‭ ‬بمسؤولياتها‭ ‬وفقا‭ ‬لدستور‭ ‬١٩٦٢‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتصدي‭ ‬للعنف‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بكافة‭ ‬أنواعه‭ ‬وصوره‭. ‬كما‭ ‬طالب‭ ‬أعضاء‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭ ‬القيام‭ ‬بدورهم‭ ‬المنوط‭ ‬بهم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬سن‭ ‬التشريعات‭ ‬اللازمة‭ ‬للتصدي‭ ‬للعنف‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬عبر‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬خاصة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بالغة‭ ‬الحساسية‭. ‬

‮٦‬‭ ‬مطالب

طالبت‭ ‬قوى‭ ‬سياسية‭ ‬ومدنية‭ ‬باتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬وخطوات‭ ‬فورية‭ ‬وعاجلة،‭ ‬تثبت‭ ‬جدية‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬الاعتداءات‭ ‬المتكررة‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬وتضمن‭ ‬لهم‭ ‬العيش‭ ‬الآمن‭ ‬وعدم‭ ‬تكرار‭ ‬مثل‭ ‬الاعتداءات‭ ‬والجرائم،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭ ‬وإدارة‭ ‬التحقيقات‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمة وهذه‭ ‬القرارات‭ ‬تشمل‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬حقيقية‭ ‬وتطبيق‭ ‬بروتوكولات‭ ‬فعالة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭:

  • ‬تفعيل‭ ‬قانون‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬والإسراع‭ ‬بإصدار‭ ‬اللائحة‭ ‬التنفيذية‭ ‬وفتح‭ ‬وتشغيل‭ ‬دور‭ ‬الإيواء‭ ‬لاستقبال‭ ‬المعفنات‭ ‬فورا‭. ‬
  • ‬تخصيص‭ ‬ونشر‭ ‬أرقام‭ ‬تسهل‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬الشكوى‭ ‬بسرية‭ ‬تامة،‭ ‬سواء‭ ‬المعفنات‭ ‬او‭ ‬الشهود،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬الحماية‭ ‬لهم‭. ‬

  • تدريب‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬ومن‭ ‬يتلقون‭ ‬شكاوى‭ ‬الاعتداء‭ ‬والتحرش‭ ‬وما‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬على‭ ‬بروتوكولات‭ ‬تضمن‭ ‬فصل‭ ‬رأيهم‭ ‬الشخصي‭ ‬وموروثهم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عن‭ ‬واجباتهم‭ ‬الوظيفية‭ ‬ليكونوا‭ ‬أكثر‭ ‬مهنية‭. ‬

  • تفعيل‭ ‬تواجد‭ ‬شرطيات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬المخافر‭ ‬وإنشاء‭ ‬قسم‭ ‬خاص‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الشكاوى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرأة‭ ‬والأسرة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬تواجد‭ ‬المعتدي‭ ‬مع‭ ‬الضحية‭. ‬

  • تفعيل‭ ‬دور‭ ‬جهاز‭ ‬الرقابة‭ ‬والتفتيش‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمراقبة‭ ‬الضباط‭ ‬والمحققين‭ ‬في‭ ‬المخافر‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رفض‭ ‬تسجيل‭ ‬قضايا‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬او‭ ‬التساهل‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬مع‭ ‬بيان‭ ‬آلية‭ ‬الشكوى‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬والتفتيش‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭. ‬

  • تشديد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬ومعالجة‭ ‬النقص‭ ‬التشريعي‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬التحرش‭ ‬والملاحقة‭. ‬

‭ ‬الموقعون‭:‬

الاتحاد‭ ‬الكويتي‭ ‬للجمعيات‭ ‬النسائية‭ – ‬جمعية‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ – ‬الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ -‬ جمعية‭ ‬الخريجين‭ -‬ الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬لحماية‭ ‬الطفل‭ -‬ اتحاد‭ ‬كويتيات‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ -‬ الرابطة‭ ‬الوطنية‭ ‬للأمن‭ ‬الاسري‭ -‬ الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬لطلبة‭ ‬الكويت‭ /‬جامعة‭ ‬الكويت‭ -‬ الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬لطلبة‭ ‬الكويت‭ / ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ – ‬رابطة‭ ‬الطلاب‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنلوجيا‭ ‬قائمة‭ ‬المستقلة‭ ‬٠ قائمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الطلابية‭ ‬قائمة‭ ‬الراية‭ / ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬لطلبة‭ ‬الكويت‭ / ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قائمة‭ ‬الوسط‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحركة‭ ‬التقدمية‭ ‬الكويتية‭ ‬حملة‭ ‬لن‭ ‬اسكت‭ ‬اتحاد‭ ‬كويتيات‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬منصة‭ ‬سجل‭ ‬مضاوي‭ ‬حملة‭ ‬بس‭ ‬لمناهضة‭ ‬العنف‭ ‬حملة‭ ‬سقف‭ ‬واحد‭ ‬٠ حملة‭ ‬إلغاء‭ ‬المادة‭ ‬‮١٥٣‬‭ ‬المنبر‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكويتي‭ ‬فريق‭ ‬إيثار‭ ‬التطوعي

شاهد أيضاً

الذكرى الـ 21 لرحيل سامي المنيس

كتب علي حسين العوضي في عام 1996 كانت بدايتي في العمل الصحافي في جريدة السياسة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *